تتباين وجهات النظر حول فترة عقد القران، فالبعض يفضل أن تكون مدة فترة العقد قصيرة لا تتجاوز الشهر ليتم البناء بعدها، والبعض الآخر يرى أن لا مشكلة من طول فترة العقد حتى يتعارف كلا الزوجين على بعضهما جيداً.
وجهة النظر الأولى والتي ترفض إطالة فترة العقد ترى أن إطالة فترة العقد قد تتسبب في الكثير من المشاكل بسبب رفع التحفظ والانفتاح الزائد بين العروسين وهو ما يتعرض مع العرف؛ لأنه قد يحدث انفتاح في التعامل في العلاقة والتعامل بين الخطيبين ونحن لا نعرف ما في المستقبل فقد ينفصلان بعد ذلك الأمر وهو ما قد ينعكس بالسلب على سمعة العروس بعد ذلك، ويدعم أصحاب هذا الرأي موقفهم بأمر أشد خطورة قد يحدث وهو أن يحدث تجاوز في العلاقة يحدث على إثرها حمل وقد يتركها الشاب لأي ظرف أو مشكلة وهنا سيكون موقفها شديد السوء أمام أهلها وأمام الجميع.
في حين يرى فريق آخر أن الأفضل ألا تطول فترة الخطبة حتى ولو أدى ذلك إلى إطالة فترة العقد ويحتج هذا الفريق بأنه لا يحل للخاطب أن يجلس مع خطيبته أو يحادثها إلا في وجود محرم والعروسان في حاجة لفترة تعارف قبل الزواج لكي يفهم كل منهما الآخر ومن ثم فإن الحل هو في عقد القرآن حتى ولو طالت مدته .
رأي الشرع في حدود علاقة الخاطب بخطيبته عقب عقد النكاح وقبل البناء:
يرى الشرع أنه إذا تم عقد القران بين الرجل والمرأة صارت زوجة له، وصار زوجاً لها، وبناءً على ذلك يجوز لهما الحديث معاً، والخلوة معاً، وأن يفعلا ما يفعل الأزواج، غير أنه قد جرت عادة الناس على أنه لا يتم الدخول على الزوجة إلا بعد حفل الزفاف، فيحسن التقيد بذلك، ومن هنا فلا حرج في تحدث الخطيب مع مخطوبته بعد العقد، حتى ولو رفض والد الفتاة لأن رفضه لا مبرر له، لكن ينبغي للخاطب أن يتحلى بالحلم والأناة والترفق مراعاةً لحق والد الفتاة، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الله تعالى رفيق يحب الرفق، ويعطى عليه ما لا يعطي على العنف" رواه أحمد، وأبو داود وابن ماجه وابن حبان في صحيحه، وليحذرا من الوقوع في مشادة أو خصومة مع الأب لأنه ربما يحدث من وراء ذلك أمورٌ لا تحمد عقباها، بل عليهما الصبر ومراعاة فارق السن والمعرفة وغير ذلك، ولا بأس باللجوء إلى بعض الأخيار ممن يثق بهم ليكلم الأب ويقنعه بأن هذا الأمر مباح شرعاً. والله أعلم.